-A +A
عبده خال
هل أبث شكواي للأمير مشعل بن ماجد مباشرة؟

يفترض ذلك، لعدم وجود مشرف عام على معرض جدة للكتاب، ومن خلال عنوان المعرض أنه خاص بالكتاب والكتّاب وليس خاصا لمن امتهن الرقابة والتحقيق في هوية المتهمين.


بالأمس زرت المعرض (لأول مرة) رغبة في حضور عدد من حفلات التوقيع لبعض الكتّاب والكاتبات، فقد جرت العادة مجاملة الأصدقاء في حضور فرحتهم على منصات التواقيع واقتناء إصداراتهم الحديثة، وكان الصديق الادميرال عمرو العامري (الأدميرال رتبة عسكرية وهو القائد المركزي في الأسطول البحري) محتفيا بإصدار روايته الجديدة (جنوب جدة... شرق الموسم) وقبل أن أصل إليه جذبني أحد الأصدقاء لتعريفي بالملحقية الإعلامية الأمريكية ودار حوار قصير كوني أحد الفائزين بجائزة البوكر العالمية وطالبت بالحصول على الرواية الفائزة والتقاط صورة معها، فوقفت متخشبا وكانت الصورة حافلة بالحذر والترقب والخشية أن أقاد إلى مركز الشرطة (الملحق بالمعرض كما حدث في السنة الماضية).. انتهى اللقاء سريعا حتى أني لم أستطع إنهاء اللقاء بالشكل اللائق بسبب وجود تكتل أمني والحث على مغادرة المكان!

وعلى منصة التوقيع كان حال الأدميرال عمرو العامري يرثى له، إذ تعطلت لغة الحوار الثقافي وحضرت لغة الأمر والترفع عن أي ملاطفة تليق بالمناسبة من قبل المشرف الأمني الذي تدخل مباشرة في حث العامري على عدم التقاط صورة مع أي امرأة تحضر حفل التوقيع (وكانت زوجة عمرو العامري حاضرة وأرادت التقاط صورة مع زوجها بالمناسبة) إلا أن رجل الأمن أصر على عدم التقاط الصورة، وعندما أخبره عمرو أنها زوجته، كان الرد صلفا: زوجتك في البيت وليس هنا!!

وأراد أحد الحضور تلطيف الأجواء بتقديم بعيثران (نبتة عطرية اشتهر بها أهالي جازان) لرجل الأمن إلا أنه رفض شعار التحية والمحبة، ليكون السؤال هل تواجد الكتّاب في المعرض يثير كل هذا التكهرب..

ففي العام الماضي وكانت لي مناسبة توقيع روايتي الأخيرة وجدت الجهاز الأمني للمعرض يقتادني مخفورا إلى مكاتب الشرطة وهم يهمون بترحيلي من المعرض إلى أحد مراكز الشرطة ليس لشيء سوى أنني قلت لأحدهم:

- هذا حفل توقيع وليس تلقي أوامر (صفا انتباه)..

وسبب بث الشكوى للأمير مشعل بن ماجد أن الكتّاب وفي معرض جدة الدولي للكتاب لا يجدون معينا لهم سوى موظفين لا يفرقون بين كاتب وبائع الجرجير.. نعم هذا ما يحدث ليكون السؤال المقابل أليس في مدينة جدة مثقفون يتم توظيفهم لهذه المناسبة، لأن المثقف الأكثر مقدرة على معرفة المثقفين وإعطائهم قيمتهم الثقافية، وأيضا يستطيع المثقف إضفاء ملمح جمالي ثقافي فالتظاهرة ثقافة وليست اقتيادا وأوامر من حجر.

نحضر معارض كتب في جميع أنحاء العالم يكون فيها الكتّاب هم فاكهة المعرض بتواجدهم مع القراء والتوقيع على كتبهم والتقاط الصور معهم، أما في جدة فوجود الكاتب محفز لإيجاد التوتر وإشعاره بأنه شخص غير مرغوب فيه..